وقفات وتأملات
دراسة في قصيدة : الحياة للشاعر د عزيز منتصر
بقلم الدكتورة خلود ابو ريدة
___________________________________________
تمهيد :
شاءت إرادة الإله العظيم
أن نستعمر الأرض عليها نقيم كما أودع فينا جل شأنه جانبين أحدهما مظلم والآخر مشرق قويم وما قصة قابيل وهابيل ابني آدم إلا أنموذجاً لداعي الخير او لباغي الشر ومن فيه يهيم
لقد سرت هذه االمفهومات إلى أعماق الشاعر فاوحت له بكلمات معبرات
حول وجودنا في هذي الحياة
ولتسليط الضوء أكثر دعونا نتأمل النص نقف بعض الوقفات
______________________
العرض
إن الإنسان في هذه الحياة يتنازعه إحساسان
السعادة او الحزن
الفرح او الترح
الهناء او الشقاء
اجل هذه الإحساسا
راودت الشاعر في مستهل قصيدته
حيث يبين لنا أنه بابتسامة وأمل يحاول أن يعزف الحان البقاء
لكن ذلك غير ممكن فالحياة زائلة وما مضى فقد عبر
لنأخذ منه العبر يقول :
أطَلَّتْ ابتسامتي
وأََطَلَّ الأمس القريب
اجليحاول الشاعر رسم الابتسامةعلى وجه هذه الحياة لكنه يصادفه الماضي الذي اختلط به الفرح بالشجن ولكن مالنتيجة التي توصل إليها شاعرنا في خضم ذاك الصراع المضطرم
توصل إلى أن الماضي فات
يقول
في لمحة
بالمآسي والأفراح
رق قلبي لأشياء
كنت أقول
ما ضاع سيعود
لكن فصولي
أدركت ما أقول
وقاطعتني قف !
الحياة إقصائيات
لنهائيات كأس الإنسان
أجل الحياة هي ملعب لكن لمن يا ترى؟؟
إنها ملعب للشر يصول فيها بسيفه
وللخير دفاع يقي عن نفسه الشر بدرعه يقول بعد أن أكد أن الحياة ملعب يتقاذفنا فيه فريقان:
الشر بسيفه و الخير بذرعه
بملعب الدنيا)
ولم يقف الشاعر عند العلاقات البشرية
بل غاص في أعماق الذات وبين أن فيها جانبين أحدهما خيّرٌ والآخر هو الشر وهما كذلك في صراعات يقول :
والنفس والذات
صراع
ولكن مالذي يؤجج الشر فينا إنه الهوى والشهوات
يقول :
والنزوات وقود
وأحلام نفسي
عزف في أوبرا الطين
إن مآل هذه الشهوات إلى زوال
فنحن قدمنا من اتتراب ومصيرنا إليه فإليه في النهاية المآل ويبين الشاعر وباسلوب فني
طبيعة النفس البشرية
فهي ميالة إلى الشر
وكأني به هنا يعزف سيمفونية وعظ روحاني فالشر لا يمكن تطهيره ولو غسته بمياه الطهر جميعها
ولكن متى يستفيق صاحب الشهوات
يستغيق عندما يصل إلى النهايات
حينها هيهات هيهات
يقول :
تزحف بي إلى الوحل
وتُحَبِّبُ السوء بلا حنان
ولا تدلني إلى الطهر
إلى الماء
لأغسل جبيني
وأخرج من غيبوبتي
غيبوبة تاريخي
ونسيان النهاية
والطمع في الخلود
وفي خاتمة نصه يشير الشاعر إلىزمن إشراقة الروح ويقظة الضمير
فيراهما قد جاءتا في الأخير
بعد أن فات ما فات
وانتهيت من رحلتك فلا مجال للعود عن الزلات وليس أدل على ذلك من رحلتك انت في هذي الحياة
فمن يملك الرجوع إلى طفولته بعد أن جاوز قطار عمره واصلاً به إلى النهايات
يقول :
صرخت روحي
خوفا من الزهق
صرخ ضميري
حياتك مهزومة
دون نبال
أمام الوداع
وجهدك العميق
من أجل الزائلات
ضياع
أتحداك لن يعود
ولن تعود أنت إلى صباك
الخلاصة
يمكن للباحث بعد أن سلط الضوء على مضمون النص أن يخرج بعدد من الوقفات
:
ألوقفة الاولى
لقد نبه الشاعر في قصيدته إلى جانبين مهمين في حياة البشر ألا وهما الخير والشر وهما في صراع واحتدام وأزعم أن الشاعر استلهم أسطره من قصة ابني آدم عليه السلام
.
الوقفةالثانية
هي مع النفس البشرية
إذ يتنازعها جانبان كذلك
الخير والشر فالنفس ميالة إلى الشهوات وهي تميل إلى السوء
وأزعم أن الشاعر استلهم
معانيه هذه من قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز
فالنفس البشرية أمارة بالسوء.
الوقفةالثالثة
عزف الشاعر في هذه الوقفة على لحن الخلود فالكل زائل عن الوجود
وما مضى لن يعود
لذا علينا أن نحث الخطا ولربنا وأنفسنا نعود.
وفي نهاية المطاف علينا أن نقف مع أنفسنا فننأى بها عن الشر فالحياة إلى زوال
فنحن من آدم وآدم من تراب وإليه في نهايتنا المآل
ثم بعدها وقوف بين يدي ربنا ذي الجلال
فعلينا أن نهجر الشر حتى نحشر حينها تحت عرش ربنا في الظلال.
لقدأكد الشاعر في أسطره حقيقة الحياة
ففيها والله عبر وعظات
فجزاه ربنا خيراً ورفع ذكره في الكائنات.