الأديب الدكتور يوسف حذيفة الفيلالي
لا نجعل للشيطان مكانا بيننا !
أمر بالقبض على ثلاثة أشخاص
في تهمة وأمر بوضعهم في
السجن ثم أُمر عليهم أن تُضرب
أعناقهم.
وحين قدموا أمام السيَّاف
لمح الحجاج إمرأة ذات جمال
تبكي بحرقة.
فقال : أحضروها...
فلما حضرت بين يديه
سألها: ما الذي يبكيك؟
فأجابت:
هؤلاء الذين أمرت بضرب
أعناقهم هم زوجي وشقيقي
وابني فلذة كبدي فكيف لا
أبكيهم؟
فقرر الحجاج أن يعفو عن
أحدهم أكراماً لها...
وقال لها:
تخيري أحدهم كي أعفو عنه
وكان ظنه أن تختار ولدها
خيم الصمت على المكان
وتعلقت الأبصار بالمرأة في
انتظار من تختاره ليعفى عنه.
فصمتت ثم قالت:
أختار « أخي ».
ففوجئ الحجاج من جوابها
وسألها عن سرِّ اختيارها لأخيها؟
فأجابت :
أما الزوج فهو موجود
"أي يمكن أن تتزوج برجل غيره"
وأما الولد فهو مولود
" أي تستطيع بعد الزواج
إنجاب الولد "
وأما الأخ فهو مفقود
" لتعذر وجود الأب والأم ".
فذهب قولها مثالاً وحكمة
وأُعجب الحجاج بحكمتها
وفطنتها فقرر العفو عنهم جميعاً.
..سبحان الله...
الأخ لا يعوض ولا يشعر بقيمة
الأخ والأخت إلاّ من فقد أحدهم..
فحافظ على العلاقة بينك وبين
أخوتك لأنها الشئ الذي لا يعوض
( وقفة مع آية )
﴿ قال إني أنا أخوك فلا تبتئس
بما كانوا يعملون﴾
الأصل في الأخوة أن يذهب
الأخ عن أخيه البؤس والحزن،
ويبعث في نفسه الطمأنينة بالود
والقرب منه.
ما أجمل الحياة حين تضيق بك
الدنيا فتجد فيها أخا عزيزا أو
صديقا حميما يشاركك أحزانك
و يُواسيك في همومك. وأجمل
من ذلك حين يُقاسمك، الشراكة
في العمل الصالح....
﴿ اشدد بهِ أزري وأشركهُ في
أمري كي نُسبحك كثيراً
ونذكرك كثيرا ﴾
سئل حكيم: كيف تعرف ود
أخيك؟
فقال: يحمل همي، ويسأل عني،
ويسد خللي، ويغفر زللي،
ويذكرني بربي.
فقيل له: وكيف تكافئه؟
قال: أدعو له بظهر الغيب.
قال
مثل الأخوة في الله كمثل اليد
والعين، إذا دمعت العين مسحت
اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت
العين لأجلها.
جعلنا اللّٰه وإياكم إخواننا متحابين في اللّٰه.
و هي فرصة
للتصالح
والتصافي
ونبذ الخلافات
والمشاحنات
والاحقاد
والضغائن
وسوء الظن
والقطيعة
بين الإخوة والأخوات والاقرباء والقريبات
والأصدقاء والصديقات
ولا نجعل للشيطان مكانا بيننا !