الفنانة المغربية إحسان توتان
صوت قيثارة الأندلس . وطرب إعادة التراث المفقود
صوت يحمل حنجرة السواحل وأعاصير امواج تعزف لإعادة إحياء الحلم المفقود الذي عبر هجرات الأندلسيين بعد سقوط غرناطة سنة897هـ/1492م مجد ذلك "الفردوس المفقود". فنه المحمل بأصالة الطرب وعذوبته الذي ترك أثره في عالمنا العربي الذي ظل يتغنى به عسى ان جزء من ملامح الموسيقى والغناء الأصيل الذي اعتمد أساسيات الطرب وجودته وعذوبة الاستماع واستمتاع الأذن بشغف اليه حتى امتد الى كل مشارف الفن العربي ..ولكن المغرب ودول الساحل كانت الأولى به لقربها منه ..وهنا كانت المغرب هي الحاضن الأول للإبداع فيه.. وامتد تأثير الموسيقى الأندلسية إلى الغناء الشعبي القائم على الزجل.. حتى أخذ يقترب من القصيدة الفصحى وكان أساس الموسيقى المغربية بألحان وموازين جديدة. وتأسيس مقام “نوبة الاستهلال” ومنه تفرعت والمقامات، وبعد ان اصبح من التراث المغربي بل وحتى العربي وانتشاره في كل البلدان العربية وحتى العراق الذي يسمى الموشح الأندلسي والذي يغنى في المناسبات الدينية وأبرز نغمة البيات.. وكان أول انتشاره في فاس ووجدة وتطوان ..ويغنى باللغتين الفصحى والشعبية ..ويغنى في الافراح والاعراس والمناسبات الصوفية .وهنا كان للمطربة إحسان توتان مشارك دولية فيه في أغلب الدول العربية وقد حصلت على العديد من الجوائز من عدت مهرجانات دولية ..والدة الفنانة في مدينة الفن الأندلسي ومركزه الخصب تطوان وتعلمت أصول الغناء على يد أبرز الفنانين والمختصين فيه وهو الفنان عبد الصادق شقارة ..ونتيجة لطبقة صوتها العالية التي يغنى فيها المقام الأندلسي أصبحت من كبار الفنانات المغربيات لإعادة هذا التراث العربي الذي أصبح في ماضي الايام كما هو حال المقام العراقي اليوم .وتتوزع الطرب الأندلسي إلى ثلاث مدارس: ..-مدرسة الآلة الأندلسية .. مدرسة الطرب الغرناطي ... مدرسة المألوف… وأصبح له مريدين ومستمعين والعودة إليه. بعد ان فسد الذوق المستمع العربي بالاستماع الى الأغاني الهابطة والراقصة المبتعدة عن الرصانة السمعية واسفاف الكلام وسرعة اللحن الهابط ..ولا أحد ينكر الآن مبدعتنا الفنانة إحسان توتان اليوم فهي علامة فنية وبصمة في عالم التراث العربي وثقافة الاغنية التي تجيدها بصوت يهزك بجمال الطرب وجمال الروح ووسامة المرأة العربية والفن الاصيل ..