Friday, May 15, 2020

بقلم الأديبة سلوى بنموسى

                            

ونسيت أنني أنثى

مسؤوليات جسام وعمل وكد متواصل .
الحياة كفاح وصبر أكيد
أغمضت عيوني ؛ وأصبحت كطاحونة تدور وتدور
أريد ان أطحن قوتي ؛ أن أهب السعادة لأسرتي وأتفانى في خدمة الكبير الصغير
 أضحيت طباخة وممرضة ؛ ومعلمة ومفكرة ؛ وفيلسوفة زماني ومرشدة  ؛ وزوجة وأم وجدة ؛ وحاجة وأفتخر  !!!!
دائما حفظت عن ظهر قلب كلمة حاضر .
انه عملي وواجبي ؛ أشكر عليه في الدارين
ولكن حقيقة لا أخفي عن سماكم أيها الحضور الكريم
لقد ضقت بالأوامر ؛ وتعبت  أوصالي وتحذب ظهري
 ودمى قلبي وسالت عواطفي ألما . وأصبت بمرض الحمى تداعت له عيوني ؛ تسكب  درر من الياقوت  !؟
وكافة أنحاء جسمي الضعيف  !!
 هالني حربي الدروس الداخلية  !؟
وددت لو كنت طبيبة لأزيل عن كاهلي ؛  ماأتقلت بي السنون
أمحي أوجاعي وأبثرها بثرا .
أنظف عللي ؛ وأطبطب الجروح   !!!؟؟؟
لكي أعود صفحة بيضاء من جديد ؛ ولكن هيهات هيهات !!! ليت الأيام تعود بي ؛ إلى مراحل عمري الزاهرة
 كنت آنذاك أضحك وأمرح لا همني أحد ولا أحدا  !؟
ولكن المسؤولية والإفراط في القيام بواجباتي
أخدت مني مأخدا . بالإضافة الى عامل السن والهرمونات ونخاعي الشوكي وتقافتي النفسية
 هرمنا والحمد لله والشكر لله على كل حال  !!!
نظرت في مرآة قلبي فابتسمت !
 وقلت هانت سلوتي هانت  !!
المهم لم يذهب عملي سدى
ربيت أجيال وأفتخر وأودعتهم في حياتهم الجديدة
 نافعين لأنفسهم ولوطنهم حمدا لله وشكرا
 ساعدت بعلي وأضحى سيد الرجال  !!
 إذ أبعدته عن السجائر والمشي البطال .
 وجعلته يصلي إيمانا وحبا في صاحب الكون
 ربي ورب العالمين أجمعين  .
كفاية يا إلهي من نعم أحطتني بها  !!!
فأنا من الساجدين والشاكرين والحامدين
أكيد زهرة شبابي قد ذبلت وأصبت باصفرار ؛  وبعض التجاعيد ظهرت للعيان  ! وان يكن ؛  أما بعد  !!!؟؟؟؟
 إنها سنة الحياة وصيرورتها
إنها دوامة الحياة وقدرنا   !!؟
نعيش هذا الأخير شئنا أم أبينا  !!!!
 مشطت شعري ؛  ورسمت ابتسامة على محياي !
وقلت لنفسي  : اطربي وامرحي واسعدي
وقلت لانكساراتي :  لا ابالي يا أنا  !؟ فأنا الداء والدواء
وقلت لعيوني :  انظري الى ما زرعته من جمال فتان
ومن زهور وبراعيم تسر الناظرين
جاءتني طفلتي الصغيرة ملاكي معانقة لي قائلة : جدتي أنت جميلة وأنا أحبك .
عانقتني وقطرات من الذموع ؛ اخترقت قلبي قبل مقلتي .
أجبتها  : تسلميلي يا قمري ؛  يا حياتي إنت أموت في تراب قدميك . وقبلتها بحرارة أنستني وجع السنون !!!
 نسيت أنني أنثى في جل الأوقات
  ولم أنسى أو أتناسى آدميتي وإنسانيتي .
وعليه اصدقائي الطيبين لا تكونوا متلي ....
ارفقوا بأدواتكم
خذوا وقتا للإستراحة وللتسلية
سافروا وامرحوا  .
اجعلوا حياتكم ورود  !؟
واستنشقوا ريح الحرية  .مرة مرة لا بأس ؛  اعملوا أشياء تسعدكم  ؛ وتزيل الإرهاق والتعب عن كاهلكم
فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .
ولكن ابصموا حياتكم بالعشرة ؛ وذلك بالعمل الجاد والصالح وكونوا رجاء ؛ خير وأحسن أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
كونوا كونوا  أسياد أنفسكم
ولأنفسكم عليكم حقا حقا
 واتركوا بصمتكم في الحياة   !!!!
اللهم إنني قد بلغت ......
 فاللهم فاشهذ     !!!!
ولكم ما تريدون وتشتهون ...
استودعكم الله ودامت لكم الأفراح والمسرات .

 الأديبة والشاعرة : سلوى   بنموسى

 المملكة المغربية

No comments:

Post a Comment

المنتدى الدولي للإبداع والإنسانية المملكة المغربية

An old poem   dying to life heart slows its beat blood rushes to head at every grasp of the loss asleep, awake, or in a dream state ears dea...