تحليل قصيدة تعالى ياسلام للشاعر عزيز منتصر بقلم الدكتورة القديرة ثريا بن الشيخ
قصيدة تعالى يا سلام ، صوت ينبع من عمقنا الإنساني الذي جبل منذ بداية الخلق على المحبة والتسامح والسلام . دعوة رقيقة إلى ضرورة استعادة ما ضيعته الحروب والصراعات بيننا من أواصر المحبة والتضامن والتكافل . بصوت الشاعر الذي يتوغل في كينونتنا الإنسانية نسعى إلى التأسيس لخطاب كوني يجمعنا حول الرهانات الكبرى التي من خلالها نقيس قدرتنا على الارتقاء بأنفسنا بعيدا عن الخلافات والاختلافات التي جعلت تاريخنا يرتبط بالحروب والصراعات الدموية التي تمنعنا من تربية أبنائنا في سلام . هذا التاريخ الدموي الذي يؤرخ لوجودنا من خلال العزائم والنكبات التي افقدتنا الشعور بالامان . صوت الشاعر دعوة المثقف المسؤول عن تنوير العقول وقيادتها نحو مستقبل آمن نبني فيه حلما مشتركا يعيدنا إلى لحظة البدء ، لحظة التصالح والرضى مع ذواتنا وانسانيتنا التي تستنكر هذا التحول الذي عرفته الموازين وهي تقدم احلك مراحل تاريخنا الذي ظل يرتبط بالهزائم والنكبات .. كفانا سقوطا في نقطة اليم المعتمة ، واتركونا ننتج حلما مشتركا ونحن نربي أطفالنا في أمان .. قصيدة بعمق الوهج حبلى بالمحبة وهي تدشن لغة يصبح معها الحب دينا وإيمانا ..
تعالى يا سلام د عزيز منتصر
تعالى ياسلام
نرتمي لنور الفجر
ونَنْسَلُّ من عذاب الظلام
لنعانق الوضوح
بأشعة الشوق
واختلاج الوفاء
وحب الحياة
حتى نتَلاشَى
ونَتَحطَّم
ونذوب
في ذاك الشيء الصغير
إسمه إنسان
كعاصفة لمَسَتْ مَرامِيها
ونَعْبث بالأمس المرير
الذي يُحْيِي الحِسَّ
في الدُّجَى
ويزيدنا ألما
تعالى نخْتَصِر الذكرى
وما مرَّ
على ضفاف الجراح
ونجْعلِ الماضي
أدِلَّة
تعالى يا سلام
ولا نقول انْتَهَيْنا
نرسم لوحة السعادة
والحمامة البيضاء
على الجدران
في الدروب المُعتَّمات
في أفكار زَمننا
في العيون الضريرة
وفي الأزقة الواسعة
فنعود ثانية إلى الحياة
وتكبر حارتنا الفقيرة
وننظر إلى الأفق البعيد
ونشتري الحليب
ونقود الدهر
بالحب والسلام
لا جائع
ولا جريح
ولا سلاح
No comments:
Post a Comment