فيروس كورونا المستجد الواقع وتجلياته
**بقلم الأستاذ محمد قصيد**
تعتبرظاهرة إنتشار الأوبئة، من الظواهر اامعقدة التي تسترعي العقل وتدفعه للتفكر فيها مليا ، والبحث في مسبباتها الحقيقية الخفية.
وعليه وحسب الأسترالي"ستيفن تايلور" المختص في علم النفس ،حيث يقول : "يتم التحكم في الأوبئة والحد من إنتشارها عندما يتوافق الناس على القيام بأشياء معينة،مثل الوقاية والإحتياط ومكافحة العدوى والإمتثال لمسافة الأمان الاجتماعية وعدم اللمس" .
فشاءت الأقدار الإلهية أن هذا الوباء وجد في عصرنا الحالي، وأطلق عليه إسم جائحة أو فيروس كرونا المستجد.
فكان من الواجب مواجهته بالمغرب كسائر دول العالم، بإرادة ملكية شجاعة وبطريقة إستباقية،ضحت بالإقتصاد والإستثمار وكل شئ لأجل صون صحة المواطن المغربي، والذين يعيشون بين ظهرانيهم من سائر الأجناس والأقطار، فتم بالفعل الإستعداد لمواجهته بالشجاعة وتآزر كافة شرائح المجتمع دون خوف ولا تردد .
وتم سن الحجر الصحي والبقاء بالمنازل إبتداءا من 02 مارس 2020 ، وعدم الخروج منها إلا لحالات الضرورة كالتبضع أو العمل، وإتباع بعض النصائح البسيطة الإحترازية التي تقدمها السلطات المعنيية للتخفيف من حدة التوثر والقلق والمحافظة على الهدوء والطمأنينة، وبالتالي السعي للحد من إنتشار هذا الوباء الصامت الفتاك ، وقطع دابر الإشاعات التي تضر بالأمن الإجتماعي في مثل هكذا حالة صحية .
وتفاديا لهذه السلوكات كان لزاما التفكير في عمل أشياء مفيدة للمجتمع في مثل هذه الظروف العصيبة، كتوزيع إعانات مادية وعينية على الأسر التي إنقطع عنها مورد الرزق للحفاظ على التماسك والتضامن الإجتماعي .
فلا يخفى على أحد أن فيروس كورونا إستطاع إلى حد ما أن يغير عاداتنا اليومية،ويخلق شرخ في معاملاتنا العائلية الحميمية، وخلق اليقظة والإجهاد المفرطين مما أدى إلى تغير الوضع النفسي للمواطنين من خلال أعراض صحية عدة، منها الخوف من المستقبل وتخيل أشياء مرعبة لا تمت للواقع بصلة .
وفي هذا السياق،قالت مديرة مركز أبحاث علم النفس ومديرة مركز أبحاث علم الإضطرابات في جامعةاوريغون "إيلين بيتزر" ضمن برنامج القناة الحرة:
"ردة فعل الناس طبيعية خصوصا أن الفيروس يسبب أزمة صحية لدى البعض،ومأساة مميتة لعدد من الناس، فمن واجبنا مواجهة العوارض النفسية المتعبة، بممارسة الرياضة المنزلية، وعدم الإنطواء والإنزواء لتفادي الإكتئاب" .
وأضافت أن الإجهاد واليقظة المفرطة والقراءة بهوس عن هذا الوباء، كلها عوامل من شأنها أن تساعد في تفاقم الأوضاع النفسية لدى البشر.
وشددت الدكتورة "بيترز الإخصائية" أن التحضير النفسي مهم، عندما نواجه حالة مثل إنتشار الوباء الذي سيؤدي إلى تغيير حياتنا الروتينية وعاداتنا اليومية التي إعتدنا عليها،كما أن الملل والإحباط الناتجين عن فنرة الحجر الصحي، يتسببان في مضاعفات حادة لدى الأشخاص المصابين بأمراض السرطان والقلب والسكري وضيق التنفس .
مما يتحتم علينا الإستعداد للخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار، والوقاية من هذا الفيروس الفتاك، بإتباع طرق بسيطة يومية كالنظافة وإحترام مسافة الأمان مع الآخرين، والمطالعة وخلق جسور التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت والرياضة المنزلية ،والتعامل مع الاشياء التي تقوي المناعة بشكل أفضل، وتجنب كل ما من شأنه تغيير نمط حياتنا اليومية في ظل هذا الوباء والإحتياط وإلتزام الحجر الصحي المعلن ضمن حالة الطوارئ الصحية الخاصة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19
No comments:
Post a Comment