Sunday, April 18, 2021

 عن منتدى الحوار والأدب والأفكار 

حور الشاعر عزيز منتصر مع منتدى الحوار والأدب والأفكار  :

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،

تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشكر الذي لا يستحقه إلّا أنت، من أي أبواب الثناء سندخل وبأي أبيات القصيد نعبر، وفي كل لمسة من جودكم وأكفكم للمكرمات أسطر، حروفحكم كالمطر معطاءة سقت الأرض فاخضرت ، ممتنين لك حضورك هذا و منتدانا بقدومك سرت، استمتعنا و تمتعنا و بالمعرفة العقول برت، أتمنى من الله عز وجل أن يعطيكم الصحة والعافية، شكراُ لكم على ما قدمتموه لنا في هذا اللقاء المثمر، دام الله عزكم ودام عطائكم ...مرة أخرى نشكرك استاذنا الفاضل و دمتم طيبين...

كان هذا حوارنا مع الأستاذ والشاعر : عزيز منتصر في فقرة  "مع ضيف المنتدى"


س :

أهلا بك استاذنا و شاعرنا عزيز منتصر، نرحب بك مرة اخرى في هذا اللقاء ، نتمنى أن نكون خفيفي الظل عليك بأسئلتنا و نستهل حوارنا بنبذة عنك و عن بداياتك الأولى...

ج :

شكرا جزيلا اولا لأعضاء المنتدى لإعطاءي فرصة للتقرب لمتتبعي اعمالي الأدبية ... عزيزمنتصر من مواليد مدينة البيضاء استاذ اللغة العربية سابقا اليوم متفرغ للكتابة بعد ان احلت على التقاعد النسبي ... احببت الشعر في سن مبكرة وكنت مولوعا با شعار نزار قباني ومحمود درويش ... استغليت المناسبات الوطنية وكنت اقدم بعض الخواطر نالت اعجاب المدرسين فلقبوني با ديب المؤسسة ... وكانو حرصين على تواجدي باستمرار في هذه المناسبات ... والفضل يرجع إلى استاذ سوري اسمه وجيه اصفري كان عازفا على العود كان يدرسنا اللغة العربية بثانوية المختار السوسي بالبيضاء ...هذا الاخير كان يمدني بالكثير في عالم الإبداع ... واذكر قولا من اقواله ( إذا ابدعت في شيء يجب ان تكون انت اول من يقتنع بهذا الإبداع) ... وكانت أولى قصائدي عن الوالدين ... وكان مطلع هذه القصيدة وانا في سن المراهقة : احب ابي لانه يتعب من أجلي # احب امي لانها املي ... جميل ان الانسان عندما يفتح شريط الماضي يتلذذ بزمن جميل مضى ... واضيف ان أدبي كان في الاول عبارة عن اشعار رومانسية تتغنى بالحب والورود ... لكن عندما ادركت انني مواطن وان لي حقوق بدأت اشعاري تاخذ منحى آخر .. 

من بين هواياتي البحر احب الهدوء والطبيعة أهوى الموسيقى الهادئة احب المطالعة ومن هذا المنبر انادي الشباب للرجوع إلى الكتاب ...لانه مصدر المعرفة الحقيقية ... طبعي اجتماعي محض... احب الرياضة وتحية إلى فريقي للمفضل الرجاء البيضاوي..


س : 

أجدد الترحاب بالأستاذ و الشاعر عزيز منتصر ، سعدنا جدا بتواجدك معنا في هذا الصرح و بانضمامك الطيب إلى أسرتنا المتواضعة...

سؤالي.. 

دائما ما تكون البداية أصعب في كل شئ...!

كيف كانت أول مصافحة لك..مع النص..لحظة الكتابة ؟؟


ج:


كانت بداية أدنى من متوسطة عندما عانقت القلم ... لكن المثابرة على القراءة بالخصوص كونت لي رصيدا معرفيا لاباس به استغليته في وضع حروفي الأولى دون ترك فجوة المعنى والتركيب ...التي اخذتها من شعراء كبار واساتذة وكتاب ...مصافحتي للنص اهتديت في اول الامر لرسم صورة كفنان ثم بدأت تلوينها بحروفي المعرفية كزخرفة لتوحيد الموضوع دون اهمال المعنى او الهدف وهذه ميزة جديدة لاجتناب التكرار لايصال الصورة واضحة ... اتذكر اول قصيدة كتبتها كنت اراقب التكرار وابحث عن المضمون كانني اصحح فرض لاحد تلامذتي ...


س : 

الاستاذ منتصر ، ارحب بك بدوري ، في الحقيقة نريد ان تكون تجربتك نبراسا لمن تملكه الشعور بالكتابة، انا احب الشعر واحب الكتابة ، واول قصيدة كتبتها في حوالي عشرين بيتا كانت سنة 1980 بعد وفاة جدتي ، لااتذكر منها الان الا بعض الابيات، كما انني كتبت مقالات تم نشرها في مجلات عربية تنشر في لندن، كحوار مع الديمقراطية، والحاكم العربي والعفريت ، وكانت فكرة الكتابة تراودني دوما كشبح يطاردني ، انا تخصصي استاذ باحث في التاريخ المعاصر ولكن حبي للادب والشعر قل نظيره، لذلك اطرح عليك هذا السؤال: كيف استطيع الانتقال من مرحلة التوجس والتردد الى مرحلة الاصدار والكتابة عمليا ؟ وشكر


ج : 

اهلا بالاستاذ الفاضل عبد الرزاق اولا اقول لصديقي ان الشعر يعبر عن شعور بفرح او حزن او معاناة وقد يكون مدحا او رثاء وقد يشمل مواضيع شتى لكن هذا الاحساس عندما يكون نابعا عن وجدان ذو اثر بعيد عن الاصطناع ياتي دون شعور ويتسرب نتاجه تسربا تلقائيا في الحروف ويستهدف الوحدة الموضوعية وقوتها ويبرز جماله في كلمات تخطها انت ككاتب اوشاعر مدركا معناها ... ساعطيك نموذج كتجربتي في هذا الميدان عندما احس احساسا حقيقيا اخذ القلم وأبدا ادون ما يخالجني كخواطر في بداية الأمر قد اعبر عن ذلك الاحساس بصمت او صراخ او حركة او كتابة فكنت كلما يخالجني موضوع اسرع واخذ القلم وادون .... ومع مرور الوقت بدأت اكثر من القراءة ومتابعة الإبداع الحرفي والصراعات المتداخلة في احساسي التي اعتبرها مصدر الالهام ... اكتب واقتنع بان ما اكتب هو في الطريق الصحيح اشجع نفسي بنفسي ... عندها تصبح لدي كومة من المخطوطات اسربها من حين لاخر بين الأصدقاء ومحيطي واخذ الانتقاذات والتشجيعات واعمل بهما ...ثم هناك منتديات ودور للثقافة توطر الكتابات .. ولااقف عند نقد لاذع او رأي سلبي لأن الوقوف عند الفشل فشل وتراجع بل اتمم مسيرتي واصحح واخذ واكثر من القراءة ... صدقني ان الكتابة ستطاوعك وتلتهم أحلى اوقاتك وترحل بك إلى عالم الإبداع فتصبح تطمح للاهم هو ايصال افكارك للغير عن طريق اصدار مولود ادبي لشخصكم


س :

مرحبا بالأستاذ  عزيز منتصر داخل هذا الصرح المتميز. باعضاءه وضيوفه الكرام استاذي خلال تفحصي لتلك النبدة المختصرة لمست تاتركم باستادكم المبدع وكذا الشاعر المتميز نزار قباني فهل هذا كاف لميلاد شاعر وكاتب من العيار الثقيل ام هي هبة ربانية صقلت بالتعليم المتواصل


ج : 

الفنان قد يكون فنانا ونجما ساطعا ولكن حبه لسماع صوت اخر يبقى كذوق تم اختياره ليس طريقا للوصول إلى النجومية ... لذا اقول لك صديقي حبي لاشعار نزار قباني لا علاقة له بمسيرتي الكتابية ... من الاشعار التي احبذ قرأتها وكذا اشعارمحمود درويش والشعر الجاهلي الذي هو عبارة عن ارض خصبة للمعرفة بوطن الشعر كتاباتي جاات نتيجة مجهود قمت به منذ الصغر قراءة متواصلة للشعر والشعراء


س :

استاذي الفاضل والشاعر الاغر عزيز

انت تعلم بان الشعر هو رساءل وله خصائص

فاين يرتاح فكرك وقلمك داخل هاته الخصائص وشكرا لك على التنوير


ج : 

الشعر رسالة بل هي كيان ادبي يكتسب اهمية من شدة الموضوع ... انا ككاتب كلمات ارتاح عندما تحمل كلمتي ثلاثة اصوات علاقة الفرد مع ذاته و علاقة الفرد مع الموضوع وعلاقة الفرد مع المطلق ... هذه الاصوات تتداخل مع بعضها وتنتج مسرح الانسان حبه حزنه رضاه غضبه ثورته ...


س : 

استاذي  عزيز منتصر يقال ان قيمة الكاتب تقاس بعدد قراءه ومنشوراته ما صحة هذه المقولة خصوصا واننا كمغاربة نسبة القراءة عندنا جد ضعيفة


ج :

صديقي الكلمة لا تقاس بعدد القراء لأن اذا عممنا الفكرة وسبحنا في بعض المجالات كالكلمة الغنائية نجد أن بعض الاغنيات كلماتها ساقطة ولكنها تستقطب جمهورا كبيرا ...انا شخصيا أرى بان الادب لا يقاس بعدد المتتبعين القراء ... لكن قيمة الابداع تبقى رهينة الجودة والغاية والمعنى الهادف ... واستدل لك بمثال يقول الورود قد يكثر عشاقها وهي متفتحة ولكن القليل من يستفيد من عطرها عندما تسحق تحت الاقدام .... فعطر الكلمة يبقى لاصحاب الوعي الثاقب والنظرة الثابتة لمعنى الحرف ..


س : 

الشعر فن وابداع وموهبة هو صدى أصوات تترجمها حروف وقوافي تصافح الاسماع بايقاعها وجودتها، فشاعرنا يؤدي رسالته وشعره نبراس لكل من يهوى الشعر

 ج :

العمل الشعري جهد هندسي كثيرا ما يعبر عن صدق الاحساس ويفرض صحوا على النزوة الداخلية وهذا ما يجعل النص مرتبط بواقع الصراع المتداخل .. ويبين لنا بوضوح علاقة الشاعر بالموضوع

س : 

اسمح لي بأن أحييك وأرحب بك سيد عزيز المنتصر يسعدنا ويشرفنا انك تكون بيننا، قرأت لك بعض من قصائدك رائعة جدا،.. إنها من نوع الشعر الذي نطلق عليه تسمية السهل الممتنع، ما رأيك؟

ج : 

بعد الترحيب وكامل الاحترام اقول لك اختي ان الشعر الذي يدب بسهولة إلى الاحاسيس والوجدان يكون سلسا والسلاسة لا تعني السهولة بل تعني توظيف الحرف المناسب في حقل القصيدة ليقوم بدوره ودوره هو ايصال الهدف وانطلاقا من هذه الحكمة اصرح لك ان الامتناع يأتي من هذا الباب هو الاختيار المناسب ... انا اكتب باسلوب بسيط حتى يصل إلى جميع الفئات ولا اكتب لنخبة معينة ..

تعقيب س : 

قد تكون تسمية السهل الممتنع هي التسمية الأدق ربما!.. بحيث يعتقد كل قارئ أنه يستطيع كتابة قصيدة مثلا "مثل قصائدك" او الشعر بأنواعه بذات الاسلوب ! و كما جاء في تعليقك "حكمة من الامتناع هو اختيارالمناسب".. نعم و هذا كان قصدي من السؤال اي "السهل الممتنع" و ايضا حبك للتجديد جلي في قصائدك

س :

يقال أن للقصيدة أبواب كثيرا....

فأي باب تفتحه لك القصيدة سريعا عند اللقاء ؟؟ هل هو باب المرأة ؟أم باب الوطن ؟ أم باب الذكرى ؟

وشكرا..


ج :

كتاباتي متنوعة فهي عبارة عن اطباق مختلفة تغري الضيوف ... لكن عندما اخذ القلم لأكتب اعبر عن حدث اذا كان حب سرعان ما انغمس في الاشواق والتغني بلذة العشق واذاكان الحدث أستياء يجرني قلمي لكتابة المعاناة وهكذا ... والخلاصة القلم يدون لحظة الحدث ....ويكون قلمي حاضرا بنزعته الوطنية وخير دليل لما كانت الصحراء محطة اقوال ومناورات سرعان ما جاد قلمي بكلمات في حق وحدة وطني وكيد الأعداء ...

س :

استاذنا الفاضل، حدثنا عن ديوانكم " اللحن الحزين" الذي صدر مؤخرا و عن أهم المواضيع و القضايا التي تناولتها فيه..؟؟؟

ج :


من سخاء اخلاقي اهدي هذا الديوان إلى كل من سهر اولا على تربيتي وتعليمي .. أتيت بهذا الديوان لاغني المكتبة الادبية المغربية بكلمات تعيد مكانة الحرف بين القراء في عالم طغت التكنولوجيا بكل مستجداتها على عالم المعرفة ...وازاحت نوعا ما الكتاب ... ديواني هذا يحتوي على عدة قصايد متنوعة ثورية ورومانسية وتحررية وموضوعية كقصيدة قاصرة ...قصائد تعبيرية عن وضع العرب واستياء الغاضبون ... اشعاري تعبر عن احداث معاشة وأحداث اصبحت ذكريات وأخرى تجارب في عوالم العشق ّوالخداع والتهميش و تمزق العروبة . وركزت على وجود الذات في فلسفة الحق والابعاد التي يستهويها الفرد في حياته مع تجسيد البعد الزمني الامس والحاضر والغد وسذاجة الفرد امام تلاعبات الكبار


س :

أهلا و مرحبا...بالشاعر و الأستاذ عزيز منتصر...سعداء بلقاءك  لليوم الثاني على التوالي...في صرحنا المتواضع. 

الشعر هو فرصة للإنسان المبدع للإنصات لأحلامه...آلامه... انتصاراته...خساراته...و حتى عزلته..

هل صحيح ان الشعر ..يحقق لك هذا التصالح مع الذات..و هذا التوازن النفسي الذي يفتقده الإنسان العادي في ضل ما نعيشه من صراعات و حروب إنسانية...؟؟


ج :

اهلا ومرحبا 

ان الشعر يعكس اكثر ما ينتجه الكلام الموزون فهو عبارة عن صور تلقي بالوانها على القصيدة منبثقة من احساس ذاتي وعمق وجداني .. لا الزخارف كالقوافي السطحية وشتات الموضوع والتكرار للتعبير .. فالشعر صور ذات عمق عميق فيه أضواء وظلال تأتي من بعيد كالذكريات وتأتي عن قريب كالحدث الذي يؤثر في النفس لحظة الوهلة الأولى ... كلماتي التي هي سطور أشعاري لها ميزة تواكب كل صغيرة وكبيرة تحط على جناح اعماقي ووجداني وتوثر بشيء واقعي على ما يصوره الوصف للحروف ..كما سبق ان ذكرت سابقا كجواب على بعض الأسئلة الكلمة الشعرية هي صوت يخاطب الصراع النفسي ويعطيه توازنا في ظل كل انواع الصراعات لان الحرف الشعري صوت يعبر عن علاقة الشاعر بذاته ويعبر عن علاقة الشاعر بالموضوع والنقطة الثالثة يعبر عن العلاقة الكبرى التي تربط الفرد بالمطلق واقصد بالمطلق الصراعات الاحزان الحروب القهر الاستبداد ......الخ


س:

النص النثري او ما يعرف بالنص الجديد..هو نص يلعب على الثقافة البصرية للقارئ..من خلال التوزيع الفضائي للنص..

هل هذه التقنية الذكية تجعل من النص لوحة تشكيلية ناطقة...ام هو تدريب للمخيلة على قراءة الشعر. من منظور جمالي جديد..؟؟

و شكرا لسعة صدركم..


ج : 

النص النثري قد أسميه بالقصة القصيرة جدا او الخواطر هومنوال يدفع بالقارءي إلى تصور الصورة مع استخدام الحقيقة التي تحرك الفتوغرافية التي نألفها جميعا عند قراءة نصا ما نثريا ... لكن قراءة الشعر له بعد أخر ...قراءة النص النثري لا تطوف بك في خيال الشاعر عند قراءة قصيدته لان ادراك القيمة والصورة والزخرفة الشعرية قاعدة خاصة ونهجا موضوعيا لحقيقة ما لا نجدها في النثر الذي يعطيك كيانا أدبيا مسرحيا او ملحميا اوشكلا ملموسا في طابع جاف بعيد عن الرنة الشاعرية التي تجدبك بصدق الاحساس وتنطق ما يخالج صدرك من صراع او ثورة او حب او يأس ويفجر احلامك وينبش فيك رغبة التجدد والتغيير ويولد لك مستقبل في علاقتك مع ذاتك وعلاقتك مع رغباتهم في واقعك المطلق ....وخلاصة اقول لك سيدتي النص النثري الجديد يبعدك عن اليقظة بنومه في زمن الحدث لا يعبر كنص شعري تعبيرا فنيا عن احزان واحلام والحيرة والضياع والضغوطات الاجتماعية والتخلف الحضاري وتشتت الامم بحروف تزينها الرقة والعاطفة ... اذا توزيع النص فضائيا يعبر عن حدث سرعان ما تزول الوانه ... فهو لحظي لا يدوم طويلا عكس اللوحات الشعرية التي لا زالت وما تزال شامخة وتصلح في كل زمان ومكان ... وأسألك هل تتذكرين كل النصوص النثرية التي كتبت وشوهدت عن غزة جوابك سيكون البعض منها ولكن كلمات شعرية سواء غنائية او زجلية او قافية لا زالت إلى اليوم حاضرة ليس لها زمن معين ... يحفظها الصغير والكبير وتردد بشكل كبير ... واختم واقول ان اللوحة التشكيلية تفسر حسب اختلاف المفاهيم ... كذلك النص الفضاءي يستشهد به عند الضرورة ...


تعقيب س : 

و كما فهمت من ردك القيم ان النص النثري هو مجرد سرد لقصة..او خاطرة ينحصر في مكان محدد و يلتزم ملمحا معينا لوضع او حدث ما بينما الشعر يقوى على عرض موضوع ما في عمقه و أبعاده ..بإيقاع مشبع بصورة من الاحاسيس..و المشاعر الصادقة..و المعاشة..

ممتنة جدا ..لسخاء الحرف..و سعة الصدر..شاعرنا الاستاذ عزيز منتصر..


س: 

كما هو معروف أن للقصيدة مآزقها..و مكآدها ..و كما قال الفرزدق " الشعر أعسر من قلع ضرس..".

إلى أي مدى توافقون هذه المقولة..؟؟

و كيف تنجح في العبور منها..في كل مرة تصادفك هذ المآزق ؟؟

و شكرا لكم..


ج : 

عند طرح القصيدة عبر شكلية معينة اقف اولا بابياتي الشعرية من خلال تحولات حروفها اكون لها اول ووسط واخر واحدد عبرها نمو القصيدة العضوي وارسم اتجاهاتي محافظا على الطابع الشعري ومسيطر على الموضوع حتى اكتسب ذاتي والموضوع معا وتقريب مسافة الفهم للقراء ...استطيع ان اكتب اشعارا قد تاخذني إلى متاهات لا قدرة لي لضبطها لكن بتجربتي احرص دايما على احترام المتلقي اساعده على فهم مقصودي اما بمقاطع طويلة لتلعب دورا هاما في نمو الحدث اومقاطع قصيرة تصب في واقع علاقتي بالنص الشعري كحق نسبي لزيادة الفهم وللحفاظ على هوية تقاليد القصيدة


س : 

من الملاحظ و ما أثار انتباهي أن كتاباتك يغلب عليها طابع البساطة في انتقاء اللفظ ، و تستعرض صورة جلية للمعنى تبلغ مداها عند القارئ بوضوح تام دون عناء أو جهد، لكن في خضم تلك البساطة و توظيفك للحرف بحبكة المعنى مع الترابط باستحضار الموضوع يعطي للنص ثقل تتجسد فيه الصورة للعيان ، و خصوصا إذا ألقيت بصوت رائع كصوت نادية اخرزن...سؤالي هو : هل ممكن أن يضفي الإلقاء جمالية أكثر للإبداع و يعطيه لمسة إضافية تشد السمع و الإصغاء ..؟؟؟


ج : 

طبعا اذا كانت الكلمة لها رنة موسيقية الصوت يعطيها جمالية اكثر لأن الأذن تعطي دفعة قوية للاحاسيس وتزيدها فنية باطياف اكثر تلوينا وتاثيرا عفويا يناجي النفس ويتسرب إلى الكيان بسلاسة وانفتاح ... تخيلي اشعار نزار قباني كلماته وهي تتقاطر من افواه مطربين كالقيصر كاظم واشعار محمود درويش في رنات مارسيل خليف غير هذا تصوري صوت ملائكي يخاطبك بكلمة حب ردة المتلقي تكون بعد الإصغاء متعة تنقلها الاذن إلى الوجدان ...


س : 

استاذي لا يقال الشعر شعرا إلا إذا التزم بقواعده كفن العروض مثلا، و على حد السمع يقال أن أغلب الكتابات او الإبداعات المتداولة حاليا ماهي إلا قصائد نثرية لا تخضع لقواعد الشعر و لا تمت للشعر بمفهومه الحقيقي بصلة، هي مجرد خواطر في قالب موسيقي يتناغم مع الألفاظ و المعاني المنتقاة ...ماذا تقولون في هذا الشأن..؟؟؟


ج : 

ان الشعر الحر او كما سميته اختي بالخواطر يمتاز بتحررية مطلقة دون قيود بالقوافي وبالوزن والمجازية وهو سريع الفهم ... هو تعبير اصدق من قصائد الحماسة التي ينظمها الشعراء تحت قالب مضبوط وموزون حيث نجد انهم يهاجمون ويمدحون الناس لجميع الاسباب كالهجاء مثلا او المدح المبالغ فيه او الحب القوي يستطيع الكاتب ان يأتي بصور خيالية ليرضي المحبوبة ... او يأتي بثورة غير حضارية تثير الفتنة باسلوب حماسي يصعب التعامل معه ...فالشعر المعاصر لا يشترط المبالغة بصور خيالية في قالب موزون بقدر ما يعمل على الفهم السريع ... نجد القصائد الحالية المتداولة بين الشعراء تنفد بسهولة إلى صميم فكر القراء تنبت جدورها لتثمر بعد حين ثمراتها.. ان الشعر الحر قصائده كلمات صادقة سهلة الهضم بعيدة عن المبالغة والشعور المصطنع ... ويمكنك ان تأخذي كتجربة بيت شعري موزون سواء من الادب الجاهلي او الأدب بصفة عامة موزون سيجد القراء صعوبة في فهم المعلومة المراد الوصول اليها ...ان التيار الجديد المتمثل في الشعر الحر هو الذي اصبح ينفذ بسرعة إلى الذهون والقلوب فهو حس عملي ميزته في عدم التقيد بالتسلسل والقافية الموزونة والبحث عن ما يتلو البيت او العجز حتى ولو كلف الامر الاستعانة بمفردات غائبة عن الفصاحة لا يهتم بالمعنى والمراد بقدر ما يهتم بتنظيم القافية والوزن ...ساستدل ببيت شعري موزون واخر حر وستظهر الحقيقة التفاوت الموزون له فئة معينة يجب ان تكون على دراية كبيرة بالفن البلاغي والشرح الممتنع والقدرة على فهم البيت القصيد 1 بيت موزون : لها بالصيف أصبرة وجل @ ونيب من كرائمها غزار 2 بيت شعر حر : وعندما نفيق او ننام @ لا نحفر الارض ولا نبحث في الركام ..... 1 عنترة بن شداد 2 بلند الحيدري ... هنا نجد بان الشعر المزون له خصائص واهداف ويبقى المعنى هو اخر شيء ... من بين هذه الخصائص التباهي والتعجيز والشهرة والرياء والكسب في ميدان التباري او مدح السلاطين وهجو الأعداء بهذا الابداع يكون الشعر حسب قناعة الشاعر التي يخدم بها المصلحة ليس ما يقدم للاخرين ...


س تعقيب : 

هناك فرق شاسع أخي الكريم بين الشعر الحر و ما يتداول الآن في عالم الكتابة و الأدب خصوصا في قنوات التواصل الإجتماعي  و الالكترونية ، أعني في خطابي القصيد النثري أو النص النثري الذي يغفل بالمرة القواعد ، أما بالنسبة للشعر الحر الذي تحدثت عنه فهو يلتزم بالقواعد العروضية كامل الإلتزام ، فقط يتكون من شطر واحد و ذو تفعيلة واحدة...


و هذه بعض مميزات الشعر الحر

• تستخدم الأوزان الخليلية في الشعر الحرّ، والتفعيلات الموحّدة منذ بداية القصيدة حتى نهايتها لكن لا يلتزم بعدد التفعيلات في الأبيات.

• التدوير: أي أنّه يمكن استخدام تفعيلة غير كاملة في نهاية البيت الأول وإكمالها في بداية البيت الثاني.

• الوحدة العضوية: أي التناسق العضوي بين ألفاظ القصيدة والأحداث والانفعالات والصورة حيث إنّ الموسيقى متناسقة مع الانفعالات.

• سهولة اللغة في الشعر الحر، وظهور اللغة العامية فترى لغته قريبة من أفهام الناس واستخدام المرادفات البسيطة.

• استخدام الرموز في القصيدة وقد تكون صعبة التحليل، والمحسّنات البديعيّة.

• تماسك القصيدة، والاهتمام بالمضمون أكثر من الشكل، والاعتماد على التفعيلة والموسيقى الداخلية بين الألفاظ.

• الوحدة الموضوعية من بداية القصيدة حتى نهايتها.

• التحرر من قيود الشكل والطول في القصيدة، وتعبير الشاعر عن مشاعره دون تكلف، أو الحث عن كلمات منتقاة بدقة لتتناسب مع القافية.

• الانتقال من الخيال كما في الشعر القديم، إلى تصوير الحقيقة والحديث عن مشاكل ومعاناة حقيقة.

• ظهور السريالية وهي مثل الرمزية لكنها أعمق في مضمونها.


ملامح الشعر الحر

• الاعتماد على الأسطورة والتراث الشعبي.

• الثورة على القهر والتحرر من التخلف والتعقيد والقيود الاجتماعية.

• الاهتمام بالحديث عن الإنسان وهو محور القصيدة


تعقيب ج : 


مع احتراماتي لتعريفاتك للشعر الحر انا لم اتطرق إلى تعريف الشعر الحر والمقارنة عكس ما جاء في استنتاجك هذا ...ولكن قلت هو تعبير صادق يأتي وينفذ بسهولة إلى صميم معارف المتلقي وقلت هو اصدق من الشعر الموزون الذي يتطلب مجهودا بلاغيا ودقة في اختيار القوافي لكنه يكون صعب الفهم ويكون خاص لفئة أو نخبة معينة ... عكس التيار الجديد الذي يصنف في النثر الشعبي اوما يسمى بتيار الكلمة التلقائية المنشقة من وضع ومحيط الشاعر .... وشكرا مع احتراماتي


تعقيب س :

 لم يكن تعقيبي استنتاجا بقدر ما هو ردا على ما جاء في جوابك، لم أذكر البتة الشعر الحر في سؤالي بل تحدثت عن كتابات يعتقد اصحابها أنها تدخل في إطار الشعر بحيث يعطون لأنفسهم لقب شاعر و لا يمت لهم الشعر بصلة، أتحدث عن العموميات طبعا ، و هذه المسألة من ضمن الملاحظات التي أثارت انتباه العديد، أما تعريفي للشعر الحر فهو فقط لأبين الاختلاف بينه و بين المتداول الآن ...و شكرا لك استاذي..


تعقيب ج : 

العفو ... الاقتناع بعمل فني والاحساس بقوته وبروز جماله وانتشاره تجعل من الفرد ان يلقب نفسه بلون يعكس شخصيته ... اتفق معك اختي ان هناك سخافات مقفاة وكلام متماسك يظهر للمتلقي انه نمو قصيدة ويصبح صاحبها يتغنى بشاعرية ويستحسن معانقة لقب شاعر ... لكن هذا يبقى من مسودات الكلمة الانيقة ومضايقة اللوحة الشعرية الحاذقة ذات الابعاد الواقعية ... 

 س تعقيب :  

مرحبا بكم أستاذ عزيز منتصر حللت اهلا و نزلت سهلا و مشكور على قبول هذه الدعوة

اسمحوا لي أن أخالفكم الرأي فيما يتعلق بالمقارنة بين الشعر الحر و الموزون فما أوردتموه من تعليلات لأجل المفاضلة و الحسم في المنازلة غير معتبر-نقدا- في هذه المقابلة

أولا إن قولكم أن الشعر الموزون يهتم بالمبالغة في المدح أو الصور البلاغية و المحسنات البديعية أظن أن هذا هو ما أعطى للقصائد الكلاسيكية قوتها إذ جمعت بين الأمرين متانة المبنى و دقة المعنى و هو أمر بعيد في كثير من قصائد الشعر الحر .

أما عن قضية التعليل بالبساطة فالقصائد الحرة كذلك فيها ما يشبه كلمات متناثرة لا يجمع بينها خيط ناظم أو إيحاءات فلسفية هي أشبه بمحاولات تقليد تيارغربي فجاءت كثيرة منها هجينة لا موسيقى داخلية فيها و لا معنى واضح زيادة على عدم محافظتها على اللغة العربية الصحيحة إذ كثير من الكتابات الشعرية الحديثة تتضمن أخطاء لغوية متداولة راجعة بالأساس إلى التأثر باللغات الغربية .

أما تعليلكم بالصدق فهو أمر نسبي لا يمكن الاعتبار به إذ التملق في المتأخرين أكثر 

أما فيما يتعلق ببساطة العبارات أو سهولتها أقول إن في كلي النوعين البسيط و المعقد و ذلك راجع إلى أي مرحلة كتبت فيها القصيدة من مراحل الشعر العربي فلا يمكن بحال مقارنة كلمات الشعر الجاهلي بكلمات إبراهيم حافظ أو شوقي فالثانية أسهل من الأولى و إنما أصبحت القصائد القديمة أصعب في إدراك دلالاتها نظرا للضعف اللغوي السائد و الذي كرسه الشعر الحديث 

أقول هذا و لست ضد الشعر الحر و لكن هو مفضول عندي للاعتبارات السابقة و إلا فإن الشعر الحر أيضا فيه قصائد رائعة بصمت الشعر العربي و تبقى الكلمة الهادفة هي المعتبر في ذلك كله.

أجدد الشكر لكم أستاذ منتصر و أرجو أن تقبلوا هذا التدخل و نتمنى لكم مقاما كريما بيننا. تحياتي الخالصة.


تعقيب ج :


المقارنة بين الشعر الحر والموزون ليست بالمفهوم التفضيلي لذي ظننته ولكن اقصد سهولة الفهم لان لكل تيا ر قواعد وأهداف ومسببات ونفسية خاصة يولد بها على ضوء ما تراه الوجودية ... اذ اننا نستطيع ان نقول بان الشعر الحر هو موقف يلتزم به الشاعر وينقله للآخرين في موقف وجودي ... هو نقل افكار فلسفية إلى صور شعرية تعبيرية ليست ظرفية كمجرد رغبة لتضخيم عواطف الاخرين او تضخيهم استيائهم وتمردهم كما جاء في تعريف دزموند ستيورت للشعر المعاصر وتياراته ... احترم رأيك


س :

السلام عليكم ورحمة الله مرحبا بالشاعر عزيز منتصر وبالجمع الكريم أولا أرحب بك واشكرك على تلبية الدعوة وعلى جهدك وقتك الذي جدت بهما على المنتدى واهله وأعتذر عن تأخير المشاركة لظروف....

واسمح لي ان استهل سؤالي بنقد.. وهو بمثابة ملاحظة أثارت انتباهي..

هو ان جل كتاباتك في هذا العالم الازرق من كتابات مصحوبة بصور للأنثى وهي شبه عارية والملفت للانتباه ان المحتوى الذي تقوم بمشاركته هو بعيد عن المرأة فما هي المغزى من ذلك ...ومما لا شك فيه ان المسلم يجب ان يتحرى كل ما يمكن ان يغضب به الله لأن كل حياتنا لله ونشر الصور العارية وعشقها لها مفسدة عظيمة على القلوب وهو محل نظر الرب سبحانه لست هنا بمقام الواعظ ولكن أريد أن اعرف وجهة نظرك وما هو تصورك وأنت تستحضر معية الله في ما تنشر...كيف تحس وهل تعتقد أن ذلك مباح أم أنه محرم وهل فكرت يوما أن تقف مع نفسك وقفت تأمل ومحاسبة وتوبة حتى.......مما تذيع بين العالمين مثل هذه الصور ...مع بالغ احترام...

 ج : 

الصور التي ترافق بعض كتاباتي ليس لها اي ارتباط بما اكتب هذا من جهة ثانيا انا لم انشر اي صور لنساء عاريات كما زعمتم ربما صورة كانت مرفقة لقصيدة انت الخريف امراة وسط ارواق الاشجار ... ربما هذه الصورة اثارت بعض سلبياتي لكن هذا لا ينطبق على الصور الأخرى التي تعبر عن استياء والقهر و الحرمان والورد والصمت إلى غير ذلك وهذه ايجابيات لم تذكر على العموم انا اثفق معاك ... واقول لك منشورتي لما نشرت وكانت محطة كتاب ونقاذ كانت دون صور ... كان اعتقادي في بدايتي ان الصورة تجذب المتلقي لقراءة النص ... وهذه نقطة مهمة ساستفيد منها مستقبلا سانشر بدون صور جذابة حتى ارضي من يتابع كتاباتي من جميع الفئات ... فيما يخص إرضاء الله الحمد لله كتاباتي دائما تلوح بالايمان بالقدر والقضاء اللهم النقطة التي اثارت انتباهكم اقصد الصور ساعمل جادا على النشر بدون صور ...جاءت فكرة نشر النص مع الصور من فكرة احد الأصدقاء (فنان تشكيلي) ... ولكن تجاوزها ممكنا في اي لحظة مع العلم ان جميع الصور لم تكن خادشة للحياء بهذا الحجم .. انا واثق ان نصوصي لها قيمة متواضعة تستطيع ان تصل إلى قلوب القراء بدون مرفقات فتوغرافية لانها رسمت باسلوب بسيط لا يتطلب جهدا في الفهم العميق ولا وسيلة ايضاح ... كلمات تجسم الحب كحب و يأس كياس والصراع كصراع والواقع كواقع دون المس بالمبادئ الدينية او المذاهب او النظام بصفة عامة بقدر ما تمس الفرد في واقعه وذاته واحلانه ... شكرا سيدي على ملاحظتكم القيمة


س :

مرحبا بكم الاستاذ و الشاعر عزيز منتصر...لليوم الثالث على التوالي ..جد سعداء بحظوركم في هذا الحوار المثمر و الهادف ....

سؤالي :

الشعر على العموم...هو خطاب مفتوح على العالم...

أين تتجلى...معاناة المواطن البسيط...و ما يكابده.. من تحديات ..داخل مجتمع.. يعانيه  الفساد.. بكل أصنافه ..شأنه شأن المجتمعات العربية الاخرى..؟؟؟؟

شكرا لسعة صدركم...


ج :


في خضم الضغط الاجتماعي والتخلف الحضاري الذي يعاني منه الوطن للعربي بصفة والمجتمع المغربي بصفة خاصة الذي يعيش اليوم مرحلة فتوة بكل ابعادها لمواجهة الواقع والهروب من الضيق والفقر والاستبداد والمعاناة اجد ان التهميش ولا مبالاة بالمطالب مسرحية نشاهدها كل يوم في شخص المواطن لدى وجب التعاطي مع هذه المعطيات بكلمات تندد بالاستنكار وتحفز الفرد على معرفو ما له وما عليه ويكون ذلك في طابع فني يصل اليه بسهولة وينفتح على المطالبة بمجتمع له ملامح واقعية لمحاربة الفساد والانتقال إلى مرحلة فكرية ذاتية تمثل كبده ومعاناته وتفصله عن الرضى والعيش على طاولة الانتظار وهذا يأتي بتحرر الكلمة وإعطاء فرصة للتعبير بشجاعة عن الاحزان والحيرة وضياع الاماني وهذا ما اصبو اليه من خلال بعض قصائدي واجتناب الالوان التي تهيم بنا كأفراد محتاجين إلى عوالم مفبركة تغطي الواقع المنكوب .. المواطن العربي بصفة عامة يطبعه للغموض والابهام والتيه فيما يحلم به لماذا ? لأن سذاجته وتعاطيه لمظاهر التجديد والتأثير المفروض عليه بالخطابات المعسولة ومنطق الجري وراء التنمية للتكامل للوصول إلى العطاء والرفع من مستوى العيش ... كلها متاهات فاسدة تخدم الأقلية وتضيع الباقي ... هنا يبقى الفرد البسيط لا حيلة له للتعامل مع هذه الأشكال ويبدأ يفكر في الخضوع والرضى ويبقى اسير مبادئ تلقيناها صغارا هذا ما قسم الله ... كن صبورا .. من جد وجد ومن زرع حصد ... كون اقرايتي كراك ابحالهم ... اسكت دابا اسمعوك ...واقعنا اليوم يتطلب ثورة فكرية ورؤية جامعة الأمور لا الجلوس في المقاهي وشرب للقهوة بالطريقة الاروبية ومناقشة الاحداث .... مودتي واحتراماتي اختي مريم.


س :

 حبذا لو انتقلنا من الإبداع لصرخة وضع في مجالكم الذي تمتهنونه  و هو التعليم، كيف يبدو لك..؟ و هل فعلا هو بمستوى تبليغ الرسالة الواجبة تبليغها..؟؟ أم سلك المنحدر يتعثر بكبوة مجموعة من الأسباب و المسببات التي تحول بينه و بين النهوض به على الأقل للسطح..؟؟؟


ج :

موضوع تعاقبت عليه اجيال واجيال من المصلحين والمرممين ... اختي لا اخفي عليك وضع التعليم في مجتمعنا هذا وضع سيء للغاية فقد المدرس قيمته وفقدت المؤسسة وظيفتها ...وانقسام التعليم إلى عمومي وخصوصي زاد الطين بلة ...اقول بكل صراحة تعليمنا في انحطاط سنة بعد أخرى ... مسببات كثيرة برامج مناهج كفايات تكوين بنية والاخطر ظاهرة العنف والمخدرات ... انعدام الامن . انا لست خبيرا في التخطيط لتكون مدرسة تامة المواصفات للنهوض بالتعليم ولكن لدي راي يتجلى في وضع مخطط تقريبي لنجاح مؤسسة تعليمية يكون اختيار البرامج من طرف المزاولين للتدريس لا من طرف تجار كتب بنية تحية للمؤسسة منهجية مسطرة من طرف اساتذة التربية البيداغوجية مغاربة لا وضع مناهج لفلاسفة التربية الاجانب السهر على حماية المدرس والتلميذ توفير وسائل الايضاح وخاصة نحن نعيش في عالم تكنولوجي محض ندوات تحسيسية بالوطنية الصادقة وأخرى لتوعية التلاميذ للابتعاد عن التخدير وسلبياته إعطاء المدرسة العمومية حقها حتى لا تبقى دون الخصوصية ....المدرس يعمل ما في جهده لايصال الرسالة رغم كل الاكراهات وانطلق من تجربتي واقول لك ان بعض تلاميذي اليوم يتمتعون بوظائف مهمة منهم من امتهن المحاماة والتطبيب والامن واساتذة وممرضين .... وللحديث بقية موضوع لا نهاية له صدقيني اختي ... لقد رات عيني عند زيارتي لبعض المؤسسات التعليمية أشياء لا تصدق مدرسة بدون ماا ولا كهرباء وبجوارها معمل لعصر الخمور يتوفر على كل كل ما سبق ذكره ... فكيف يعقل فلذة اكبادنا تحرم من كذا وكذا و المؤسسة الأخرى كانت تتوفر على الكل ... هذا من جهة ومن جهة أخرى رأيت استاذة تقضي حاجتها في الخلاء لانعدام وجود مرحاض بالمؤسسة وتلميذ يبعدها بقليل يراقب المارة ... مأساة والله اختي ... احتراماتي


تعقيب س : 

شكرا للمحتك الصادقة على هذا القطاع..بالفعل قطاع التربية والتعليم تجرد من الصفتين الاثنتين ، التربية انحلت أوساط المؤسسات و التعليم أبادوه بالمنهجيات العقيمة ...شكرا لتفاعلك القيم مع جل التساؤلات ، و شكرا لسعة صدرك استاذنا الفاضل عزيز منتصر، تحية من القلب ضيفنا الكريم، و نتمنى أن لا نكون قد أثقلنا عليك بأسئلتنا ...نشكر تلبيتك الدعوة التي انتجت هذا الحوار القيم، و إلى هنا نسدل ستار هذا الحوار و أبلغ تحياتنا نقدمها لك مع باقة من الأزهار..


تعقيب ج :


وشكرا لمقامكم الكريم وشكرا على التوجيهات التي قد تفيدني في مساري من جميع الأعضاء ولكم تحية طيبة مع اجمل متمنياتي لمنتداكم الزاخر بالاضافات المعرفية مودتي وتقديري..

المنتدى الدولي للإبداع والإنسانية المملكة المغربية

An old poem   dying to life heart slows its beat blood rushes to head at every grasp of the loss asleep, awake, or in a dream state ears dea...