Search This Blog

Saturday, March 29, 2025

 ماجدة الفلاحي 

من أين  يولد الربيع؟

*************

من شرنقةِ الظمأِ

يولدُ الربيعُ

من نبضِ السماءِ

من عطشِ الأرضِ

من رحمِ الشتاءِ

من مطرِ الأمسِ

من هديرِ الروح

من ترنيمةِ صلاةٍ

تُرفعُ في صمتِ الدجى

من عيونِ الفجرِ حينَ تفيضُ بالنورِ

من صوتِ ضحكةِ طفلٍ

تُشبهُ نبضات الحياة

من أنفاسِ الأشجارِ حينَ تنحني للريحِ

ومن شذى الأزهارِ 

حين تتفتح على عتبات الضوء 

من همسِ شفاهٍ عاشقةٍ

ترتّلُ القصائدَ في سرّ المساءِ

من رائحةِ عطرٍ نديّةٍ

تحملُ وعدًا باللقاءِ

من صوتِ نقرِ مطرٍ عابرٍ

يستقرُّ في الأعماقِ

يصدحُ ملءَ السماءِ

يعلنُ انبلاجَ الضوءِ

من رحمِ العتمةِ.


من شرنقةِ الصمتِ

يولدُ الربيعُ

من وأدِ الضوءِ

في كف الغياب

من ارتعاشة النسيم  

حين يعبر مسامات الروح 

من رجفةِ الخوفِ

حين تتكئ على جدار الرجاء

من تنهيدةِ الاشتياقِ

المحمّلةِ بنشيجِ المسافاتِ

من صورٍ غامضةٍ لا تُقرأُ

إلا على وجوهِ المارّين

من حُفرِ الماضي وندوبِ الذاكرةِ

من ظلالِ الحنينِ

حينَ تتمدّدُ على أرصفةِ الانتظارِ

من بقايا نبضٍ

تركَهُ العابرونَ على قارعةِ الطريقِ

تتحررُ منها

تعبرُ منكَ إليكَ 

تبلغُ المنتهى

فتنهضُ من رمادكَ

مثلَ طائرِ الفجرِ

تحملُك رياحُ البداياتِ

إلى فصولٍ لم تأتِ بعد

وتكتب على صفحة المدى 

سطرا جديدا من ضوء 


من شرنقةِ الانتظارِ

يولدُ الربيعُ

حينَ تضيقُ بكَ الحروفُ

ويجفُّ فيكَ الكلامُ

حينَ يشربُ الظمأُ عطشَكَ

ويضيقُ بكَ الوجعُ

ويكسركَ الألمُ

حينَ توشكُ على الانطفاءِ

فتتجلّى في الخفاءِ

تتوارى خلفَ الملامحِ

تختفي وتظهرُ

تبحثُ عن وجهِكَ

بينَ العابرينَ

فلا يُشبهكَ أحدٌ

تنكركَ الطرقاتُ

ويخونُكَ ظلكَ

فتسقطُ مهزومًا حدَّ الفراغِ

لكنَّكَ تولدُ من كلماتِكَ

تلملمُ شتاتَ روحِكَ

تعودُ إليكَ

تشعُّ بألوانِ الطيفِ

تشرقُ فيكَ

يجتاحُكَ الربيعُ

فتزهرُ الأرضُ

وتنبت فيك المواسم 

ويرتفع فيك النشيد 

ويغدو الحلمُ فيك 

ربيعًا لا يشيخُ.


No comments:

المنتدى الدولي للإبداع والإنسانية المملكة المغربية

Mazdak Panjei  A Reflection on the Future of "Imagination" in Art How Can We Prevent the "Death of Imagination in the Metaver...