الإخلاص
كن مخلصا أخي لنفسك ولهويتك ولانتمائك
كن صاحب كلمة وحق وقضية
انهل في سبلك وأتمم طريقك .
لا شك أنها ستكون مملوءة بالعراقيل وبالأشواك ؛ ولكن بحزمك ورباطة جأشك !! ستتمكن من مواصلة السير ؛ إلى نهاية الدرب العسير .
لا تؤخذ الدنيا غلابا ! فاعلم أنها كد واجتهاد ومثابرة وكفاح ونضال !!
اتبع عقلك وقلبك .فبنواجدك وبحسن النية والسريرة الطيبة قد تصل إلى تحقيق المراد !!؟
كن مخلصا لغيرك أيضا ؛ ومؤتمن للأسرار ؛ وعانق بؤس الآخر
أذنو من المحتاج ؛ وساعده ماديا أو معنويا سيان !!
انفض عن كاحله ؛ غبار السنين العجاف .
واقترب من روحه ؛ وطبطب عليها ؛ واجعل صاحبها يتنفس الصعداء ؛ عن طيب خاطر .
إن مساعيكم الحميدة لتشكرونا عليها ؛ ولتجزون في الدارين إن شاء القدير الحكيم .
كن مخلصا لجميع الناس ؛ يكونون لك من الأخيار ؛ وتعتمد عليهم في كل صغيرة وكبيرة
هم سندك ومبتغاك ؛ ويدك اليمنى ويفرشون لك الورود ويثنون عليك حاضرا أو غائبا
كن مخلصا واعشق الروح التي وهبها لك المنان الكريم
ربي ورب العالمين أجمعين
كن مخلصا لكل نفس تهتز وتستنشق بها عبق الهواء
والأقحوان والياسمين .
إستمع لحواسك كلها ؛ وأشكرها وامدح أعمالها
لأنها وإن توقف حالها لسمح الله ؛ ولم تعد تشتغل جيدا ؛ لأصبحت أخي في الله في خبر كان
فعلا الإخلاص يتطلب منا حسن المروءة وعامل الصبر والتضحية والاقتدار بالنفس البشرية ؛ من أجل الارتقاء
ولو قليلا قليلا الى سماء النبوغ وإلى الكمال والسؤدد
ولو أن الكمال لله وحده دون سواه ؟!
فشرف المحاولة يجدينا ونشكر عليه !!؟
ما علينا إلا أن نحكم قضيتنا ؛ وأن نبث آدميتنا وكينونتنا وفكرنا وتقافتنا وعلمنا ؛ و نقدمهم للآخر على طبق من ذهب وبكل ود وميمونية
لا نريد بذلك إلا ابتغاء وجه الله الأعلى
ولسوف يعطيك ربك فترضى ؛ علما وقوة ونبوغا ويمنا وبركة
كن مخلصا يا إنسان رجاء ؛ وتربع على فروسية نهجك وسبلك ومبتغاك وغاياتك وأهدافك
وتغنى دوما بالجمال وبالطيبوبة وبالنقاء
اصنع قدرك بنفسك ومستقبلك بأنيابك ؟؟!
ولا تكن خائفا أو مترددا .أكمل المشوار ؛ وسافر في دنيا العجائب وأبحر في ملكوت الله عز علاه ؛ تسعى وتغنم وتشكر وتحمد
وانطلق في رحلتك ؛ وكن مخلصا لركائزك ولقيمك ولأحلامك
كن مخلصا لقدرك خيره وشره !!
ولا تكن باكيا ذليلا أو متأففا حسودا
أو طاغيا متنمرا ومتسلطا غضوبا
أغذو في حرثك ؛ وكن يقتدى بك المثل في الفضيلة والعمل الصالح والمثابرة المستدامة
والله ولينا أجمعين
اللهم لك الحمد والشكر دوما وأبدا على كل حال
إن الإخلاص في كينونتنا وفطرتنا الربانية لموجود فعلا
فعلا !!
ما علينا إلا أن نزرع بذوره ؛ ونحيطه برعايتنا ؛ حتى تكبر الأغصان والعروش وبذلك ينتشر الخير والبركة
كن مخلصا لإنسانيتك وكفى المسلمين القتال
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سلوى بنموسى : الأديبة والشاعرة
المملكة المغربية
No comments:
Post a Comment