Monday, July 1, 2019


ستالينغراد                                                 فليحة حسن



في اللحظات الكنتُ أمدُّ حناناً
 صوب الغاباتِ المزروعة من أجلي وحدي
 أمسّدها حلماً
 أشم وجيب الكامن بين الإضلاع يبارك فيّ الرحلة
يدعوني
 بنبض يعلّمه فيّ
أسمع أصواتَ دخانٍ متروكٍ من لحظة هم
 ينحاز إليّ
يجتاز الرغباتِ الى كامن منها قسراً
تنعطف الروح  إليه
تتشكل خدراً
فوق شفاه تلتهم الأنفاس حياةً
اخجلُ
لكن العين
 في لحظات  ــــ لا أدري ماذا أسميها تلك اللحظات ـــ  تأخذ منّي مساراً آخراً
 صوب التلفاز
فأراها
ترشُّ الموت عليهم
لحظتها
اجتاحت نيران مدافعها كلّ الأجساد 
واجتاحتْ جسدي نار أخرى
 إذ صوبتُ العين  إليه
 يتردد
 ينحاز الرأس  لكتّف لم تألف سرَّ نجوم الحرب
 أو السّهر
 اتكأ عليها .............آه
 وحين يربّتُ مذهولاً
 أتحسّسها  مثل الجمر المتلوي فيّ
 أصابعه
ينتهز الخجل فرصة هذا التربيت
 يتلاشى
يزيل مسافة أن كنّا اثنين الى واحد
والعين ......أوه – لا سامحها الحب العين - تعيد هروباً آخر
صوب رذاذ رجال يتطاير
لمجرد حشرجة يصنعها طيار يخترق المبنى
يسقط فوق الشاشات حطام خبر
لكن تكسّر أنفاسهْ
 فوق الزغب الساكن سفّح الخدّ
 صيّرها ضباباً
 صورتهم
دواماتٍ
 أشلاء الشاشة
 أشكال الموت الساقوه لهم 
 الروح الصارت جسداً
الجسد الباع تشكله لنية لمس
العين تغطتْ في صورته
وتدانتْ جذوة  نيران 
اقترب الكلّ من الكلّ
 من الكلّ
من الكلّ
من الكلّ
لكن دوي مدافعها
شظاها
تراكمتْ الجثثُ على الجثثِ
اعني عليّ 
انطفأتْ
 أعين من كانوا فيها 
ناموا في حفر الصمتِ 
عيني
 فارقتْ الأجفانَ الى صحو مشغول فيهم
 قمتُ
 يحضنني برد
 أهدته الشاشات إليّ في ذكرى (ستالينغراد )

No comments:

Post a Comment

المنتدى الدولي للإبداع والإنسانية المملكة المغربية

An old poem   dying to life heart slows its beat blood rushes to head at every grasp of the loss asleep, awake, or in a dream state ears dea...